منتديات قسم العلوم الاجتماعية سعيدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الفلسفة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  جينيالوجيا مفهوم العلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فاطمة الزهراء




عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 09/07/2012

 جينيالوجيا مفهوم العلم  Empty
مُساهمةموضوع: جينيالوجيا مفهوم العلم     جينيالوجيا مفهوم العلم  I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 18, 2012 6:49 pm

مفهوم العلم:
ما العلم؟؛ إن كلمة "علم" في "لسان العرب" لابن منظور هي من صفات الله عز وجل، وهو الخلاق العليم، في قوله تعالى:" عالم الغيب والشهادة"، وقال أيضا:" علام الغيوب"، فهو الله العالم بما كان وما يكون وكما يكن بعد قبل أن يكون، لم يزل عالما ولا يزال عالما بما كان وما يكون ولا يخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء (...) وعليم، فعيل: من أبنية المبالغة.
ويجوز أن يقال للإنسان الذي علمه الله علما من العلوم عليم (...)، والعلم: نقيض الجهل، وعلم علما وعلم هو نفسه، ورجل عالم وعليم من قوم علماء فيهما جميعا (...)، والعالمون: أصناف الخلق، والعالم: الخلق كله، وقيل: هو ما احتواه بطن الفلك(1).
أما عند "العلامة الجوهري"؛ فالعلم: هو العلامة، والعلم: الجبل (...)، وعلم الرجل يعلم علما؛ إذا غلبته بالعلم (...)، ورجل علامة؛ أي عالم جدا، والهاء للمبالغة، كأنهم يريدون به داهية(2).
وهكذا يصبح العلم عند "ابن منظور" هو نقيض الجهل، ومن يتميز به هو الإنسان المفضل الذي يمتلك أسرار باطن العالم الخفية والتي يعجز الجاهل عن بلوغها.
لقد ورد عند "العلامة الجرجاني" بأن العلم هو اعتقاد جازم المطابق للواقع، وقال الحكماء وهو حصول صورة الشيء في العقول، والأول أخص من الثاني، وقيل: هو إدراك على ما هو به، وقيل: زوال الخفاء من المعلوم والجهل نقيضه، وقيل: هو مستغن عن التعريف، وقيل: العلم وصول النفس على معنى الشيء، وقيل: عبارة عن إضافة مخصوصة بين العاقل والمعقول، وقيل: عبارة عن صفة ذات صفة(3).
أما في "المعجم الفلسفي" فإن العلم:
- بوجه عام: المعرفة وإدراك الشيء على ما هو عليه.
- بوجه خاص: دراسة ذات موضوع محدد وطريقة ثابتة توصل إلى طائفة من المبادئ والقوانين، وينصب على قضايا (...).
والعلم ضربان:
- نظري: يحاول تفسير الظواهر وبيان القوانين التي تحكمها؛ كالطبيعة والرياضة.
- عملي: يرمي إلى تطبيق القوانين النظرية على الوقائع والحالات الجزئية.
وقسم "أرسطو" العلوم إلى قسمين:
- نظرية: وهي الطبيعة والرياضة والإلهيات.
- عملية: وهي تدبير المنزل وأخلاق وسياسة (...).
والعلمي ما ينسب إلى العلم؛ فيقال منهج علمي ودراسة علمية(1).
وهو عند "لالاند":
‌أ- مرادف Savoir (...).
‌ب- بالتوسع (بإفراط قليل)ما يوجه السلوك على نحو مناسب، كما هو حال معرفة نيِرة وصحيحة (...).
‌ج- مهارة تقنية (لاسيما في مادة الرسم، الموسيقى، نظم الشعر)، معرفة المهنة أو الصنعة.
‌د- مجموعة معارف وأبحاث على درجة كافية من الوحدة والعمومية، ومن شأنها أن تقود البشر الذين يتكرسون لها استنتاجات متناسقة لا تنجم عن مواضعات ارتجالية ولا عن أذواق أو اهتمامات فردية تكون مشتركة بينها، بل تنجم عن علاقات موضوعية نكتشفها بالتدرج ونؤكدها بمناهج تحقق محدد (...). إن كلا من النظم التي أتينا على تحديها هو "علم" بصيغة المفرد وأحيانا بحرف كبير (La Science) يدل إما جملة العلوم المفهومة على هذا النحو" تقدمات العلم الحديث"، وإما بالمجرد على علم غير محدد؛ خصوصا من حيث اعتبار سلطانه وقيمته، "أثبت العلم أن النجوم هي شموس"، وإما أخيرا على الموقف الفكري المشترك بينهما "لا يعرف العلم في دوره كائنا آخر، واقعا آخر سواء ذلك الذي يتضمنه في معادلاته وصيغه" (...).
‌ه- بنحو أخص في مقابل "الآداب والفلسفة باعتبارها جزء من الآداب"، وكذلك في مقابل الحقوق والطب " الرياضيات، الفلك، الكمياء، والعلوم الموسومة بـ العلوم الطبيعة".. إن هذا التقابل الذي كرسه تنظيم الكليات في فرنسا لا يبدو قائما على أسباب يمكن تسويغها نظريا. "إن الفصل المستحيل والمؤسف بين الآداب والعلوم لا يعرض مستقبل الفلسفة للخطر وحسب بل يزيف أيضا تاريخها ويجعل ماضيها بلا معنى؛ حين يعزلها عن التنظيرات العلمية التي تجدرت فيها على الدوام".

(...) لقد اتسمت كلمة "علم (Scientia)" في اللاتينية طيلة أمد طويل بمعنى قوي كاد يتلاشى في عصرنا مع تطور "العلوم"، فقد استعمل "أفلاطون" هذه الكلمة بمعان شتى لكنه في تصنيفه درجات المعرفة (...) يطلقها على الدرجة الأرفع؛ فتدل (...) على الفكر النظري، وتدل (...) على المعرفة التامة.
عند "أرسطو" يجري استعمال الكلمة بكيفية واسعة؛ فهو يسلم بتنوع في العلوم بمعنى قريب في بعض الجوانب من معنى الحديثين، معنى العلوم غير الكاملة كلها لكنه العلم بمعناه الحق؛ ذلك الذي يكون علما على أحسن وجه (...). يقول أيضا بأنه لا يكون هنالك علم إلا عندما لا نعلم سوى أن الأشياء لا يمكنها أن تكون على نحو آخر؛ فالعلم يتعلق بالضروري الواجب والأزلي (...) مألوفا في العصر الوسيط وكان (Scientia) وكان المعنى القوي لكلمة مهيمنا في فلسفة القرن السابع عشر.
في اللغة اللاهوتية؛ العلم هو اللفظ الأكثر تداولا للدلالة على معرفة الله للعالم (...). إن هذا التعريف الوارد غالبا إنما يسترجع صغية رائجة في الفلسفة المدرسية (...) تتعلق هي في ذاتها بمقطع من الأخلاق (...)، لكن مع "كانط" بدأ ما كان يدعوه "غوكلينوس" (...) يحتل المكانة الأولى. لا ريب أن "كانط" يعتبر دوما العلم حقا (Eigenthiche wissenschaft) ما يكون موضوع يقين واجب، لكنه يعرف العلم عموما بأنه "كل مذهب يشكل منظومة؛ أي كل مجموعة معارف منظمة بحسب المبادئ (...)"، وإن هذا التعريف الأخير هو المأثور اليوم. وحين كرس "سبنسر" هذا الفهم غنما عارض في صيغة شهيرة المعرفة العامية مع العلم والفلسفة؛ فالأولى هي المعرفة الموحدة (Knowledge) الموحدة جزئيا؛ والثانية هي المعرفة الموحدة كليا (...).
نعرف أن الكثيرين من معاصرينا يذهبون على ابعد نم ذلك وأنهم لا يرون في العلم سوى منظمة ملاحظات تسمح بتصنيف الظواهر وتوقعها (...).
وهناك علوم تطبيقية (Sciences Appliquées) وعلوم إنسانية
(Sciences Humaines) وأخلاقية (Sciences Morales).
وعلم وسط (Science Moyenne)؛ أي وسط بين الممكن البسيط والحدث المحض والمطلق، نعني الحدث الشرطي، فإن في أمكاننا القول أيضا كما يقول "مولينا (Molina)" بوجود علم وسط بين علم الرؤية وعلم العاقلة (علم الذكاء العادي).
ويوجد علم معياري (Science Normale) وعلم باطني (Science Occulte) وعلم وضعي (Science Positive) والعلمي (Science Scientifique):
‌أ- بالمعنى الحقيقي ما يستعمل في بناء العلم عادة، وبنحو أوسع ما يتعلق بالعلم أو ما ينتمي على العلم (منهج علمي – معرفة علمية).
‌ب- من ثم؛ وبقصد تقريضي يقال على منهج أكيد يمكن الوقوف به، ويقال على حقيقة يحكم لها بأنها وطدت الأركان بأدلة صحيحة؛ هذا المعنى مبالغ فيه قليلا لكنه مألوف جدا في اللسان المعاصر(1).
فالعلم هو جملة المعارف التي تتسم بالوحدة والعمومية وقادرة على إيصال البشر إلى نتائج خالية من المواضعات والأمزجة والمنافع الذاتية وناشئة من علاقات موضوعية نتأكد من صحتها بمناهج التحقيق.
أما ما ورد في "المعجم الفلسفي"؛ فالعلم هو إدراك مطلقا تصورا كان أو تصديقا، يقينيا كان أو غير يقيني، وقد يطلق على التعقل أو على حصول صورة الشيء في الذهن، أو على إدراك كلي مفهوما كان أو حكما، أو على اعتقاد جازم مطابق للواقع، أو على إدراك الشيء على ما هو به، أو على إدراك حقائق الأشياء وعللها، أو على إدراك المسائل عن دليل، أو على الملكة الحاصلة عن إدراك تلك المسائل.
والعلم مرادف للمعرفة (Connaissance) إلا أنه يتميز عنها بكونه مجموعة معارف متصفة بالوحدة والتعميم.
وقد يقال مفهوم العلم اخص من مفهوم المعرفة لأن المعرفة قسمان: معرفة عامية (Vulgaire) ومعرفة علمية (Scientifique)، والمعرفة العلمية أعلى درجات المعرفة؛ وهي التعقل المحض والمعرفة الكاملة، وإذا علمنا أن العلم عند "أرسطو" هو إدراك الكلي وإنه لا علم إلا بالكليات، أدركنا أن غاية العلم هي الكشف عن العلاقات الضرورية بين ظواهر الأشياء، وهي غاية نظرية بخلاف المعرفة العامة التي تتقيد بالنتائج العلمية، وتظل بمعنى ما معرفة جزئية (...)(1).
بعد عرضنا لهذه التعاريف لمدلول كلمة "علم" يتضح لنا أن كلمة علم مرادفة للمعرفة الممنهجة وهو نقيض الجهل، كما أنه إدراك الشيء ويكون مطابق للواقع ومستمد منه، كما يمكن أن يقوم على الملاحظة والتجريب لتكون معرفة دقيقة تستند إلى دلائل موضوعية تزيد من حقيقتها ويقينها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جينيالوجيا مفهوم العلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» يوم دراسي حول الفلسفة و العلم (جدل الفلسفة و ثورة العلم)
»  ما العلم ، qu'est ce que la science ?
»  الأزمات في تاريخ العلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قسم العلوم الاجتماعية سعيدة  :: أعمال ونشاطات طلبة الفرع :: المصطلحات العلمية والفلسفية-
انتقل الى: